Sunday, February 9, 2014

جبريل في دعاية انتخابية و السلطة تنضم رسمياً الى حماس ضد دحلان بدعم ايراني



فلسطين بدون رقابة 
 اعلنت حركة "فتح" أن اتفاقاً تم مع حركة حماس على استئناف اللقاءات "لدعم" المصالحة و انهاء الانقسام. تصريح صحفي لم يخرج عن منطق المسؤولية حين جاء في وقت يستنفذ فيه الفلسطينييون في رام الله الوقت المتبقي من اتفاق المفاوضات مع الاحتلال الاسرائيلي دون شروط مسبقة بسخاء غير مسبوق في التاريخ الفلسطيني.
لكن، لقاءات عدد من قيادات فتحاوية  قد اوفدهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس قبل يومين من رام الله الى غزة للاجتماع بقيادات أخرى بحركة حماس الحاكمة في غزة. ليس هناك ما يثير الحماسة والتشويق بتلك اللقاءات والاجتماعات بين التيار الفتحاوي الحاكم في الضفة الغربية وبين حركة حماس بغزة سوى لاهداف محددة و لتدارس تنفيذ سير الحكم و بالتنسيق بين الحكومتين و كيفية مواجهة "الاخطار" المحدقة بالحكومتين على حد سواء.
قبل ذلك بايام قليلة على ارسال مقربين من قيادة حركة فتح في رام الله الى غزة، فقد اوفد الرئيس الفلسطيني محمود عباس اللواء جبريل رجوب الى طهران ليعقد لقاءات بقيت غير واضحة الى الشعب الفلسطيني رغم عدم وجود علاقات مسبقة بين حركة فتح و طهران في السابق، كونها اي ايران الدولة الداعمة لحركة حماس بغزة. كما شنت حركة فتح في السابق حربا اعلامية ضد ايران واتهمتها بدعم حركة حماس و الانقلاب في غزة . جبريل الرجوب قفز من حارس مرمى الى لاعب مباشر و عقد لقائات متلفزة في طهران  اطلق من خلالها تصريحات "بطولية" متزعما أن حركة فتح لم تترك العمل العسكري، الا أن ذلك غير صحيح. فعباس جمع اسلحة الحركة و اقال و زج بالسجون المئات من نشطاء فتح ولم يعد للحركة جناح عسكري غير أن رجوب قد صرح هو ايضا قبل عدة اشهر ان كتائب شهداء الاقصى لا تتبع حركة فتح وانه لا يوجد جناح مسلح لحركة فتح منذ اتفاق اوسلو. تصريحان متناقضان اطلقهما الرجوب لهدفين، الاول هو ارضاء طهران و الثاني دعاية انتخابية لرئاسة السلطة او نائبا لعباس (نائب رئيس).
السياسة الفلسطينية في رام الله بحاجة الى طريق سريع يربطها مع ايران في وقت فقدت فيه معظم دول الجوار التي استولى عليها قيادي فلسطيني وهو دحلان الذي قد فصله محمود عباس من فتح كونه يرأس الحركة. محمد دحلان حافظ على معظم علاقاته منذ مرافقته للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات و استغل ذلك في تقديم مساعدات ضخمة لعدد كبير من المخيمات في غزة والضفة الغربية وسوريا ولبنان والاردن.
الاتفاق الجديد بين طهران و الضفة الغربية هو ان يتم الدعم مباشرة الى السلطة الفلسطينية في رام الله و بالتالي تتقاسمه مع حركة حماس التي اصبحت مبتورة اليدين عقب خسارتها في سوريا و لبنان والاردن ومصر.
الى جانب ذلك، تم الاتفاق بين حركة فتح الحاكمة في الضفة الغربية و حركة حماس بغزة على ...
-  الدعم المتبادل والتنسيق الامني بينهما للحد من نشاط حركة فتح في قطاع غزة الذي سيبدأ تدريجيا، حيث يرغب عباس من كبح جماح الحركة هناك و ابقائها تحت سيطرة حماس.
- أن تضبط حركة حماس عناصرها في الضفة الغربية .
- الاتفاق على "تأكيد" وقف اطلاق الصورايخ من غزة على الاحتلال الاسرائيلي وحماية الحدود بيد من حديد.
- الغاء اي اتفاق او لقاء بين حركة حماس و القيادي محمد دحلان و عدم السماح له بالعودة الى غزة.
- عدم السماح لاي مساعدات يتم تقديمها من اي دولة عربية من خلال  دحلان للمخيمات الفلسطينية  والمتضررين والعائلات المحتاجة
  في غزة على أن يتولى ذلك الملف محمود عباس أو أحد أبنائه.
- التنسيق الكامل بين حركة حماس و السلطة الفلسطينية في رام الله للسفر عبر مصر.
- الدعم الايراني لحماس بغزة سيتم تنفيذه عن طريق السلطة الفلسطينية برام الله.
كما شكلت حركة فتح بالضفة الغربية لجنة لتدرس تعيين نائبا للرئيس عباس، عقب التلميح أن عباس لم يعد يتمتع بصحة جيدة، الامر الذي تسبب في "اكتشاف" أن القانون الفلسطيني يتيح لرئيس المجلس التشريعي – (عزيز دويك  وهو قيادي في حركة حماس) -  تولي رئاسة السلطة الفلسطينية في حال "تعذر" الرئيس من القيادة واستكمال مهام عمله. والسبب الاخر هو اغلاق الطريق أمام دحلان لاية فرصة ممكنة و تعيين أحد حلفاء محمود عباس ضد دحلان و حماس معاً.
القدس لم تعد ضمن الاهتمامات و لم تخرج عن نطاق التصريحات المتلفزة هنا وهناك وملف البدائل فارغ والتلويح بعضوية الامم المتحدة لم يعد مطروحاً عقب انتظار فشل المفاوضات مع الاحتلال الاسرائيلي حيث سيتحمل نتائجها الشعب الفلسطيني.